عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2009, 01:39 PM   #2
مديرة المنتدى

الصورة الرمزية المبرقعة

المبرقعة غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jul 2008
فترة الأقامة : 5813 يوم
أخر زيارة : 11-24-2014
المشاركات : 3,568 [ + ]
عدد النقاط : 13
قوة الترشيح : المبرقعة is on a distinguished road
افتراضي





متابعة الدرر المنثورة والكلمات المأثورة لفضيلة الشيخ :

صالح بن عواد المغامسي حفظه الله

*·~-.¸¸,.-~*تدبر القرآن*·~-.¸¸,.-~*

فهم القرآن العظيم وتدبر آياته و الاستضاءة بنوره مقصد شرعي عظيم تطمع إليه

كل نفس مؤمنة ، وفضل الله واسع لكن لما كان القرآن بهذه العظمة كان لابد

أن يكون هناك مرحلة كبرى جدا في الوصول إلى تدبر القرآن ...

وهذه اربع طرق تعين على تدبر القرآن :

*·~-.¸¸,.-~*الابتعاد عن حطام الدنيا *·~-.¸¸,.-~*

قال سفيان الثوري رحمة الله تعالى عليه :

( لا يجتمع فهم القرآن في قلب من اشتغل بحطام الدنيا أبدا )

فلا يمكن أن يجتمع حطام الدنيا مع فهم القرآن محال ، الاشتغال بحطام الدنيا أمر مهما

قال الإنسان فيه إلا أنه ينجم عنه بُعد عن تدبر القرآن ، نحن لا نقول :

أن كل من انشغل بحطام الدنيا يحرم بالكلية في فهم القرآن ، لا .. لأن هذا الكلام كلام عالم

يؤخذ منه ويرد ، لكن من تدبر حال الناس كلما كان الإنسان منشغل بحطام الدنيا أكثر

كان أبعد انصراف عن فهم كلام الله جل وعلا . والله جل وعلا قال لنبيه :

(( و لقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ))

فبين الله جل وعلا أن حظك من القرآن أيها النبي الكريم يغنيك عن النظر إلى متاع الدنيا

وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه فعلى هذا تدبر القرآن يطلب من عبد أو يوفق له عبد

أحجم بنفسه عن جمع حطام الدنيا ، و نحن نرى هذا في أنفسنا كلما شغلنا بشيء من

حطام الدنيا نجمعه قل تدبرنا وفهمنا للآيات .

*·~-.¸¸,.-~*العلم بلغة العرب*·~-.¸¸,.-~*

قال مجاهد رحمه الله وهو أحد أئمة التفسير :

( لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في كلام الله حرفا إلا أن يكون عالما بلغة العرب )

وقال مالك رحمه الله .. وإذا ذكر العلماء فمالك النجم قال :

( لا أؤتى بأحد يقول في القرآن وهو غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالا )

فاتفقت أقوال الأئمة وهذا أصلا دل عليه القرآن فإن الله قال :

(( بلسان عربي مبين ))

فمن لم يفقه لغة العرب لا يحل له أن يقدم على أن يقول في القرآن وهو يفقد آلة عظيمة

في فهم القرآن وهي العلم بلغة العرب..

ما هي حدود امتلاك الإنسان لفهم اللغة العربية ؟

يفهم النحو قواعده الإجمالية صحيح أن هناك مسائل اختلف فيها الأئمة الكبار من قبل نحاة

البصرة و نحاة الكوفة و مدرسة البصريين والكوفيين الخوض فيها ليس مطلوبا لكن الإجمال

والإحاطة العامة معرفة مظان الاختلاف أمر مطلوب ، العلم بلغة العرب بأساليب العرب

في كلامها هذا لا يتأتى إلا إذا كان الإنسان قد اطلع على شعر العرب قال عمر رضي الله

عنه :

( الشعر ديوان العرب )

فالاطلاع على المعلقات والشعر في صدر الإسلام والشعر في عصر بني أمية في زمن

الاحتجاج خاصة أمر مطلوب حتى يعرف الإنسان طرائق العرب في كلامها وعلى ذلك

يفسر القرآن ، ولذالك كان ابن عباس رضي الله عنهما إذا قال في المسألة بقوله يسأله

الناس : أو تعرف العرب هذا ؟

فيقول نعم ثم يأتي بشاهد يدل على أن العرب تعرف هذا المقصد في كلامها.

*·~-.¸¸,.-~*الاهتداء بمنهج السلف الصالح*·~-.¸¸,.-~*

من هم السلف الصالح ؟

السلف الصالح صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين

وأعيان التابعين لهم بإحسان والأئمة العدول مِن مَن ساروا على منهجهم إلى يومنا هذا

وإلى أن تقوم الساعة وبالنسبة لكل أحد من مضى قبلهم من الأئمة العدول سلف لنا

لكن ينطبق على أهل القرون المفضلة في المقام الأول ، فمنهج الصحابة وأعيان التابعين

لهم بإحسان هو الذي ينصرف إليه قولنا وقول الأئمة السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان

من تابع التابعين .

سمات منهج السلف الصالح

الأول منها
أنهم يقدمون النقل على العقل في تفسير القرآن عامة وفي تفسير نصوص الأسماء

والصفات خاصة .

الأمر الثاني

من سمات منهجهم رحمة الله تعالى عليهم :

أنهم يجمعون بين القرآن والسنة كمصدران للأدلة النقلية والعقلية.

الأمر الثالث

من سمات منهج السلف الصالح ربطه ما دونه الفلاسفة والمتكلمين ، في الأسماء

والصفات خاصة.

الأمر الرابع

أنهم ينبذون التقليد الأعمى ، ولا يتعصبون لمذهب بعينه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله وهو يصف بعض سماتهم :

( ليس لهم متبوع إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم - أي الصحابة - أعلم الناس

بأحواله وأقواله وأعرف الناس بأحاديثه صحيحها وسقيمها "

*·~-.¸¸,.-~*إدراك مقاصد القرآن*·~-.¸¸,.-~*

القرآن له مقاصد دل عليها القرآن :

(( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور ))

دلت الآية صراحة - هذه فاتحة سورة إبراهيم - على أن ..

إخراج الناس من الظلمات إلى النور أعظم مقاصد الشريعة ...

وأعظم المطالب إيجاد مجتمع مسلم له قيمه العظيمة التي يقوم بها ويؤمن بها ويعتمد

عليها ويشيعها في الناس قال الله تبارك وتعالى :

(( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب و الحكمة ويزكيهم

انك أنت العزيز الحكيم
))

فتزكية الناس وتعليمهم مقصد شرعي عظيم للقرآن ، ونبذ الشرك ودر المظالم والبعد عن

تعظيم أحد تعظيما يخرجه عن الحد الشرعي كل ذلك جاء الشرع به ، في مساجد الله

يقول تعالى :

(( وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ))

وفي آية أجمع يقول الله تعالى :

(( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ))

و في قضايا العقائد يقول القرآن :
(( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن

دعائهم غافلون
))

ومن أعظم مقاصد القرآن كذلك تأسيس مجتمع يكون له ولي أمر مسلم يكون له

بيعة في الأعناق ، وله طاعة وله سمع :

(( أطيعوا الله أطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم ))

(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ))

(( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ))

فهذه أمور حفظها القرآن وجاء بها ...



*·~-.¸¸,.-~*همسة مغامسية *·~-.¸¸,.-~*

من أراد أن يكون له دور عظيم في نصرة دين الله جل وعلا عليه ..

أن يوطن قلبه على الإخلاص

وأن يصبر على الابتلاءات

وأن يرضى بقضاء الله جل وعلا

وأن يعلم أن من سنة الله في خلقه التدرج شيئا فشيئا

ولا يمكن أن يُعطي أحد هبة الله جل وعلا بين عشية وضحاها .