عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2008, 03:36 PM   #34
Яoo7-AD
مراقب سابق

الصورة الرمزية Яoo7-AD

Яoo7-AD غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 50
تاريخ التسجيل : Oct 2008
فترة الأقامة : 5721 يوم
أخر زيارة : 09-04-2011
العمر : 33
المشاركات : 1,736 [ + ]
عدد النقاط : 12
قوة الترشيح : Яoo7-AD is on a distinguished road
افتراضي




تابع للتلوث وانواعه

التلوث الغذائي
مسألة: الجهل والطمع سببا تلوث الغذاء بمختلف أنواع الملوثات، مما أدى إلى هلاك كثير من الناس أو إصابتهم بأمراض مختلفة يمتد بعضها للأجيال القادمة.
فالتلوث الغذائي قـد يكون:
1 ـ تلوثاً طبيعياً ناتجاً عن تحلل الغذاء بسبب البكتيريا والفطـريات أو طـول فتـرة التخزين أو التعرّض للإشعاع الطبيعي أو غير ذلك من العوامل التي قـد لا يكون الإنسان سبباً مباشراً فيها وإن كان من أسبابها البعيدة. وقد حدثني بعض الأصدقاء أنه وُجد في مخازن جيش إحدى الدول معلبات يعود تاريخها إلى ربع قرن.
كما وإن مـن مصادر التلوث الطبيعي الإشعاعات الناجمة عن وجود بعض الصخـور ذات الخواصّ الإشعاعية، حيث تنتقل هـذه الإشعاعات للنباتات التي تنتقل بدورها عبر سلسلة الغذاء إلى الحيوان والإنسان.
كما وإن بعض الجراثيم تنتقل من الخنازير إلى الخضروات، فإذا أكلها الإنسان ابتلي بمختلف الأمراض. وقد رأيت بنفسي شخصاً ابتلي بذلك مما سبب وفاته ولم ينفعه الذهاب حتى إلى المستشفيات الغربية لعلاجه، فرجع إلى العراق ومات بعد مدة من الزمن.
2 ـ وقد يكون تلوثاً غير طبيعي، وينجم أساساً عن تصرّفات الإنسان، سواء كان التلوث عن عمد لأجل الحصول على الأرباح أو غير عمد ؛ ومن أبرز صور هذا التلوث، التلوث الكيماوي للأغذية.
والتلوث الغذائي عبارة عـن احتواء المواد الغذائية على جراثيم مسببة للأمراض أو مواد كيماوية أو طبيعية أو مشعّة، تؤدّي إلى حلول تسمّم غذائي بسبب الأمراض الحادّة الخاصّة في المعدة أو الأمعاء.
وهذه الأمراض في الأصل من الأغذية الملوثة ببعض العوامل الجرثومية أو السموم قبل استهلاكها من قِبَل الإنسان.
وقد حدّثني بعض مـن أثق به أن دولة أجنبيّة قامت بتصدير كمية من اللحوم الفاسدة إلى دولة الإسلامية مقابل تخفيض السعر مليون دولار. وقد رفض رابط تلك الدولة الموافقة علـى الصفقة، واستقال مـن منصبه نتيجة الضغط، وعُيّن آخر مكانـه. وكان أول عمل قـام به الموظف الجديد هو الموافقة على صفقة اللحوم الفاسدة.
ويعتبر التلوث البكتيري أشهـر أنواع التلوث الطبيعي للغذاء وأكثرها شيوعاً، وتساهم الحشرات المنـزلية كالذباب والصراصير والفئران وما أشبه ذلك في نقل الجراثيم المسببة لهذا التلوث، كما أن المياه والأغذية الملوثة تنقل البكتيريا المسببة للأمراض. وهذه البكتيريات تفسد الحليب والألبان بصورة عامة، وتقضي علـى عصير الفواكه والزبد والزيـوت والدهون ومنتجات الفطائر المحتوية على نسبة مرتفعة منها.
وهناك نوع من البكتيريا غير الهوائية تنمو في الأغذية المعلّبة غير الحمضية كاللحوم والخضروات، وهـي تنتج غازاً يؤدي إلـى انتفاخ العلب، كما تتسبب في ظهور رائحة غير مرغوبة فيها.
ومحتويات العلبة والبكتيريا المفسدة للغذاء على نوعين:
1 ـ قد يكون له رائحة كريهة يتمكن الإنسان من الكشف عنه.
2 ـ وقـد لا يكون له رائحة كريهـة، الأمر الذي يصعب تشخيص فساده.
ومـن الملوثات الجرثومية بكتيريا (السالمونيـلا) وهي بكتيريا واسعة الانتشار مسببة العديد من الأمراض، فهي السبب فـي مرض حمّى التيفوئيد، وكما وإنّ أضرارها لا تقتصر على الإنسان وحده بل تمتد لتشمل الحيوانات الاقتصادية حيث تسبب لها التهابات معويّة. كما تؤدي إلى هلاك جماعي في الدواجن، ويزيد من خطورة هـذه البكتيريا تعدّد أنواعها، فهي كما يقول الأطباء تربو علـى ألفي نوع، والعلـم بكل وسائله الحديثة لا يتمكن من السيطرة على انتشار هذه البكتيريا ووقف آثارها الممرضة كلياً.
ومـن أهـم مصادر هذه البكتيريا الأبقار والدواجن حيث تستوطن أمعاءها وأنسجتها، كما ينتشر بعض أنواعها في الكعك والفطائر، وحتى لو جفّفناها وجمّدناها وما أشبه ذلك فلا تتوقف أضرار هذه البكتيريا.
وهناك أنواع من هذه البكتيريا تسبب الوفاة في بعض الحالات، وتنتشر هذه البكتيريا فـي الأطعمة غير محكمة التغليف وفي المعلبات واللحوم المقدّدة وغيرها.
ثم إن التلوث الكيماوي للغذاء يكون بالتراكم والتكاثر في الخلايا الحية حيث يزداد تركيز الملوثات الكيماوية خلال مرورها عبر السلاسل الغذائية. وذلك يسبب حدوث إصابات بأنواع شتى من السرطان نتيجة تناول الإنسان مواد غذائية ملوثة بالكيماويات والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق وما أشبه ذلك.
وقـد أصبحت مشكلة التلوث الكيماوي للغذاء مشكلة عالمية، فبدلاً من أن يمدّنا الغذاء بالطاقة التي تعمل بها خلايا أبداننا حتى يستطيع الجسم أداء وظائفه على أكمل وجه، وحتى نستطيع التحرك من مكان إلى مكان آخر، وحتى تتجدّد الخلايا التالفة، وحتى نكون في صحة جيدة وتفكير سليم، بدلاً مـن ذلك كلّه أصبحت المواد الغذائية فـي كثير من البلدان سبباً للكثير من الأمراض والعلل.
وفي الكثير من الموارد تضيف الشركات مواد كيماوية للطعام والشراب مـن أجل إعطائه نكهة جيدة أو لوناً جيداً أو رائحة طيّبة، بينما ضرر هذه المواد الغذائية أكثر من نفعها(9).
فاللازم العودة إلى الطبيعة في طريقة التغذية، كما أخذ العالم يعود إلى الطبيعة كمصدر للدواء، فقد قرأت في تقرير عن الولايات المتحدة الأمريكية أنها تستهلك كل عام ملياران من الأدوية الأعشابية، وفي بعض البلدان الشرق أوسطية افتتحت مشافي للعلاج العشبي.
والغالب أن الشركات المنتجة للمعلبات تتعمد تسميم الغذاء مـن أجل الربح المـادي، لأنهـم يريدون النكهات الصناعيـة والمحسنات والمضافات والمُحلِّيات والمناظر الجميلة المختلفة.
ونشرت بعض الجرائد محاكمة ثلاثة كانوا يتاجرون بالزيوت المغشوشة في إسبانيا، وكان هؤلاء الثلاثة قد تسببوا في قتل (650) شخصاً، وكانت أولى ضحاياهم سنة 1404ه (1984م) وآخرها في سنة 1410ه (1989م). وبالإضافة إلـى هؤلاء الضحايـا أصيب عدة آلاف بأمراض متعددة نتيجة استعمالهم لهذا الزيت المغشوش.
واكتشف فـي بلـد إسلامـي أن هناك شركة تستخرج الزيوت من الحيوانات الميتة كالحمار وما أشبه ذلك.
وقد أثبتت بعض الدراسات أن الحيوانات تصاب ببعض الأمراض التي تسبب لها قلة منتوجاتها الألبانية، كذلك تؤثر في درجة خصوبتها الإنجابية، بل قد تصاب بالعقم وتتعرض للموت خنقاً إذا ما زادت من حدّة التلوث.
وبعض الحيوانات هـي مصدر خصب للجراثيم والديدان، وهي تنقل هذه الطفيليات والجراثيم إلـى الإنسان، ومن هذه الحيوانات الخنـزير الذي يستفاد من لحمه بشكل كبير في دول أوربا.
والحاصل أنّ هناك عدداً كبيراً من الأسباب التي تسهم في تفاقم مشكلة التلوث الكيماوي للغذاء مثـل استخدام المبيدات الحشرية على نطاق واسع لقتل الحشرات أو التي تُستخدم في الزراعة وكذلك الخضروات.
وهذه المبيدات قد تظلّ عالقة بالتربة الزراعية فترة مديدة من الزمن قد تصل إلى (15 سنة).
ومـن مضار المبيدات: إضعـاف التربة لأنها تقتل كثيراً من البكتيريا المفيدة الموجودة فيها. ولعل هذا الأمر سبب تأثر إنتاجية الأراضي الزراعية في العديد من دول العالم، فرغم استخدام الأسمدة الكيماوية واستعمال الأساليب الزراعية الحديثة إلاّ أن معدلات الإنتاج الزراعي انخفضت لمقادير كبيرة. كما تأثرت إنتاجية المحاصيل والفواكه نتيجة استخدام المبيدات بصورة كبيرة والتي أدت إلى هلاك عشرات الأنواع من البكتيريا التي خلقها الله سبحانه وتعالى في التربة الزراعية لتثبيت النتروجين من الهواء الجوي ولتحليل المواد العضوية.
وقـد لاحظت الأمر بنفسي، ففـي الأعوام الـتي كنّا نستعمل فيها المبيدات يكون إنتاجنا ضعيفاً من الرمان والعنب والتين فـي الحديقة الصغيرة التي كانت في بيتنا.
ولا تنحصر مضار المبيدات بهذا القدر، فهي تنقل عبر طعام الإنسان مختلف السموم الضارة. والأدهى أن الحشرات التي تتعرض للمبيدات تكتسب تدريجياً المناعة ضد هذه المبيدات، فتفقد أي تأثير لها .