عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2008, 10:24 AM   #9
8alb al3na
راهي ذهبي

8alb al3na غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 17
تاريخ التسجيل : Jul 2008
فترة الأقامة : 5771 يوم
أخر زيارة : 09-12-2010
المشاركات : 1,880 [ + ]
عدد النقاط : 15
قوة الترشيح : 8alb al3na is on a distinguished road
افتراضي




حرب الخليج الثانية


رغم كل الشعارات باسم الأمة العربية ، والتضامن العربي ، والوعود البراقة التي تبجح بها العراق ، إلا انه في يوم 2 أغسطس من عام 1990 ، استبيحت الكويت بعدوان غاشم من قبل القوات العراقية ، فلذلك وقف الشيخ / زايد وقفة الزعيم الذي لا يساوم ، وصيحة النداء الصادق النقي .

لقد وضع الشيخ / زايد أزمة الخليج في إطارها الصحيح حين أكد موقف دولة الإمارات الرافض للعدوان العراقي المنبوذ وأشار بكل وضوح إلى أن حل الأزمة يتمثل في الانسحاب العراقي التام وغير المشروط من الكويت ، وانه لا بد من عودة الحكم الشرعي بقيادة الأمير / جابر الصباح ، واحترام إرادة الشعب الكويتي ، وتطبيق الإرادة الدولية الجماعية فهي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وتجنيب المنطقة والعالم ويلات الحروب .

لقد كان لمواقف الشيخ / زايد الثابتة ، والتزامه بالعهود ، والمواثيق الأخلاقية ، والإنسانية ، والدفاع عنها مهما كانت النتائج والتضحيات ، لهي مميزات إسلامية في قيادته الحكيمة أكدتها التجربة ، ورسختها الممارسة .

فمنذ الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت ، وخلال لقاءات واتصالات الشيخ / زايد بالعديد من القيادات السياسية العربية والصديقة والدولية ، حرص القائد على تأكيد موقف الدولة الثابت في تضامنها مع حكومة وشعب الكويت الشقيق ، ورفضها الاحتلال العراقي ، ودعوتها للانسحاب الكامل ، وغير المشروط وعدم الاعتراف بضم الكويت ، وأية نتائج تترتب على ذلك .

وما أكده زايد بالأمس هو نفسه ما أكده قبل الغزو العراقي للكويت ، وهو نفسه ما يعكس نهج القيادة الحكيمة التي تعتبر الأسرة الخليجية كلا لا يتجزأ ، وأن الدفاع عن الجزء هو الدفاع عن الكل والعكس صحيح ، لقد قال الشيخ زايد : الكويت هي إحدى الدول التي تشكل الأسرة الخليجية في إطار مجلس التعاون ، فإذا وقعت أي واقعة على الكويت ، فنحن أعضاء المجلس الخليجي للتعاون ككل ، لا نجد من الوقوف معها بداً ، مهما حدث ، فهذا الشيء نعتبره فرضا علينا يمليه واقعنا ، وتقاربنا ، واخوتنا ، نحن جسم واحد ما يصيب أحد أعضائه من ضرر يصيب الآخر ، وكما يواجه الإنسان الخطر عندما يقترب منه ، ويداهمه فان عليه إن يواجه بمثله .

وعندما نفذت كل الحلول وكل الجهود السلمية ، ووصلت جميعها إلى طريق مسدود مع حاكم العراق ، كان لا بد من تحرير الكويت بالقوة ، واعتبر الشيخ / زايد قضية تحرير الكويت قضية مصيرية للمجتمع حيث قال : إن دولة الكويت ستعود حرة كما كانت قبل الاحتلال الغاشم ، لأن قضية تحرير الكويت تعد موقفاً مصيرياً للمجتمع الدولي تأكيداً للمبدأ الذي يقضي بحرمان المعتدي من الاستفادة من عدوانه ، وحرصاً على استقرار المنطقة والشرعية الدولية .

وانطلاقا من مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة الثابتة ، والمؤيدة لقضايا الحق ، والعدالة ، وانسجاما مع إرادة المجتمع الدولي ، فقد أكدت دولتنا الفتية بزعامة الشيخ / زايد تأييدها التام للخطوات المتخذة لتلك القرارات الهادفة ، لتحرير الكويت بعد فشل كافة الجهود ، والمساعي التي بذلت من الغزو العراقي لدولة الكويت ، وحتى انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة .

وانطلاقا من وفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بعهودها والتزامها بمواثيقها ، فقد استلزم الاعتداء على الكويت الشقيق أن تهب دول الخليج الأخرى شعبا وقيادات ، ومعها شرفاء العرب ، والأصدقاء من دول العالم لتحرير أراضيها ، وهكذا خاضت قواتنا على أرض الكويت الشقيقة معركة التحرير بكفاءة عالية ، وشجاعة نادرة ، ضاربةً في ميدان الشرف ، وساحة القتال أروع البطولات ، والتضحيات المعهودة من أبناء قواتنا البواسل الغيارى على حرمات الدين والوطن ، الذين لبوا نداء الواجب يذودون بأرواحهم ويذودون عن كرامته جبروت الطغاة ، وكيد المتجبرين ، الذين لم يراعوا حرمة الجوار والدم والعقيدة .

إن امتزاج الدم الخليجي في حرب تحرير الكويت قد جعل من الوحدة الخليجية حقيقة مائلة ، وراسخة على أرض الواقع مثلما كانت ماثلة وراسخة من قبل في مشاعر جميع الخليجيين ، فلقد كان الخليجيون جميعهم في قلب هذه المعركة التي أطلق عليها بحق اسم حرب الخليج وكان فيها لكل بلد خليجي أبطال يرفعون أعلام بلادهم ، ويشاركون بسلاحهم في معركة الدفاع عن الحق والعدل .


حرب أكتوبر


عندما اشتعلت الحرب في أكتوبر عام 1973 بين العرب وإسرائيل كان الشيخ / زايد في زيارة للعاصمة البريطانية ، وكان طبيعياً أن تتحرك الدول العربية وتقف إلى جانب شقيقاتها المشتبكة مع العدو الصهيوني .

ولم يتردد الشيخ / زايد لحظة واحدة باتخاذه قراره التاريخي بدعم المعركة القومية حتى آخر فلس في خزينته ، وعندما عجزت خزينته لم يتردد بنخوة العربي وشهامته إن يقترض ملايين الجنيهات الإسترلينية من البنوك الأجنبية في لندن وإرسالها على الفور إلى مصر وسوريا .

كما قام بقطع زيارته للعاصمة البريطانية وعاد ليشارك الأشقاء معركتهم المصيرية ، والوقوف مع دول المواجهة بكل إمكانياته المادية وثقله السياسي .

وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده في لندن في أكتوبر 1973 قبل عودته إلى البلاد أكد الشيخ / زايد موقف بلاده في دعم دول المواجهة ، ووقوفه إلى جانبهم بكل وضوح وحسم .

ويومها قال كلمته المشهورة التي تكررها الجماهير في العالم العربي في كل مناسبة سنقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك ، ليس المال أغلى من الدم العربي وليس النفط أعلى من الدماء العربية التي اختلطت على ارض جبهة القتال في مصر وسوريا .

ووضعت دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيه من الشيخ / زايد الرئيس والقائد كل ثقلها في المعركة فأجهزة الأعلام أعلنت الطوارئ القصوى في أجهزتها المختلفة ، ووجهت كل طاقاتها الإعلامية لدعم المعركة ، وتهيأ جيش الإمارات للتحرك في أي وقت يطلب منه المشاركة الفعلية في القتال ، وفتحت الدولة رسمياً مكاتب للتطوع في المعركة ، وفرضت ضريبة جهاد على التجار ، والشركات العاملة ، فيها ونظمت مكاتب للتبرع الشعبي ، بالإضافة إلى تبرع العاملين فيها بمرتب شهر كامل بمبادرة ذاتية بالإضافة إلى الرصيد الضخم الذي حدده الشيخ / زايد للمعركة وقدره مائة مليون جنية إسترليني لمساندة مصر وسوريا .

ناهيك عن الأرقام التي لا تزال في محيط الكتمان ، فضلاً عن المساعدات العينية التي تمثلت في مستشفيات الميدان الجاهزة ، وعربات الإسعاف ، والمواد الطبية التي قدمت لمصر وسوريا هدية من شعب دولة الإمارات ، وكل ذلك ترجمة لما قاله الشيخ / زايد قبل المعركة : عندما تفتح أفواه المدافع ، سوف نغلق على الفور صنابير البترول ، ولن نكون بعيدين عن المعركة .

اجل لقد كان الشيخ / زايد عند عهده ، وكان حقاً أول حاكم عربي يجسد القدوة ، ويعلن تبرعه للمعركة ، ويحدد موقفه بوضوح ، لقد كان عملاقاً على مستوى معركة العمالقة .

وعندما سئل زايد وقتها من أحد الصحفيين الأجانب ألست خائفاً من الدول الكبرى ، كان رد الشيخ / زايد التاريخي : إن اكثر شئ يخاف عليه الإنسان هو روحه ، وأنا لا أخاف على حياتي ، وسأضحي بكل شئ في سبيل القضية العربية ، إنني رجل مؤمن والمؤمن لا يخاف الله ، وطوال أيام الحرب كان الشيخ / زايد يتابع تطوراتها ساعة بساعة ، واتصل ثاني أيام الحرب بالرئيس أنور السادات وقال له : نحن معكم وربما وجودي هنا يمكنني من اقدم شيئاً للمعركة ، فماذا يمكنني أن اقدم ، ثم اتصل بالرئيس الأسد وقال له : أرجوا ان تحدد سوريا ما الذي تريده دعماً لموقفها ، إن إمكانيات دولة الإمارات كلها في سبيل خدمة المعركة .

واتصل الشيخ / زايد بسفير دولة الإمارات في لندن وطلب منه حجز جميع غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة ، وان يشتري هذا النوع من الغرف من كل أنحاء أوربا ويرسلها فوراً إلى دمشق والقاهرة .

وطلب الشيخ / زايد أن تقدم كافة التسهيلات لرجال الأعلام الذين يريدون زيارة جبهات القتال العربية ، وان تكون جميع نفقاتهم على حسابه الشخصي ، وسافر بالفعل 40 صحفياً إلي دمشق والقاهرة ، لتغطية أخبار المعارك ، ممثلين لأكبر الدور الصحفية في بريطانيا ، وألمانيا ، وفرنسا ، وإيطاليا ، وإسبانيا .


التضامن العربي


ويؤمن الشيخ زايد إيمانا عميقا بمبدأ التضامن العربي ، باعتباره وسيلة للتغلب على عوامل التمزق ، وسلاحا لكسب القضايا ، وتحقيق الأماني العربية المشتركة . ومن أجل ذلك يؤكد في كل المناسبات ، وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة بكل ثقلها وإمكانياتها إلى جانب الأشقاء العرب ، وتحمل نصيبها من أجل استعادة الأرض العربية المحتلة ، وفي مقدمتها استعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وعودة القدس الشريف .

ولذلك ظل يعمل بجهد كبير من أجل إنهاء الخلافات العربية بين الأشقاء العرب ، فقام بدور الوساطة بين العديد من الدول العربية ، فضلا عن زياراته المتكررة لأقطار عربية مختلفة الهويات ، والمشارب ، والمعتقدات ، وهو لا يستهدف من ذلك كله إلا تقريب وجهات النظر ، وعوامل الاتفاق ، وتبديد عوامل الاختلاف والتمزق .

لقد كانت زيارته لتلك الأقطار لا تستهدف في الحقيقة غير تحقيق وحدة الصف العربي ، حتى وان كلفه ذلك الكثير من التضحيات في سبيل الوصول إلى هذا الهدف ، وكل هذه الزيارات تستهدف أول ما تستهدف جمع الكلمة العربية ، وتوحيد الصف العربي ، وفي كل الأحوال نرى القضية الفلسطينية تحتل مكان الصدارة ، مع التأكيد على وحدة الصف العربي ، ومن أجل التضامن العربي عمل الشيخ / زايد على وقف نزيف الدم المراق في لبنان ، وكرس طاقته للسيطرة على الموقف في هذا القطر الشقيق ، وشارك مع الأشقاء العرب بحثاً عن مخرج لهذه المأساة الأليمة ، وعندما وقفت قوات الردع لحماية لبنان ، كان جيش الإمارات حاضراً ومشاركاً في أداء واجبه القومي مع القوات العربية المختلفة .

إن الشيخ / زايد الذي وهب نفسه ، وكرس ثقله السياسي وإمكانياته المادية من أجل الوحدة والتكاتف بين الأقطار العربية لا يألو جهداً في دعوة القادة العرب والشعوب العربية إلى العمل الجاد من اجل تجاوز أية خلافات طارئة بين هذه الدول .

وهو بذلك يؤكد استعداده لبذل أقصى جهد من شأنه إحداث تقارب وتضامن عربي حقيقي ، خاصة في ظل هذه الظروف الحاسمة التي يجتازها العالم العربي والمشحونة بالتحديات والمتربصة للانقضاض على آمال الأمة العربية ومستفيدة من تناحرها وتمزقها ، وهو أمر مع الأسف يؤدي إلى ضعفها ، وفتح ثغرة في صفوفها لصالح العدو .

قالت مجلة الصياد اللبنانية الشيخ / زايد داعية الوحدة العربية الأول في المنطقة ، وباني أول وحدة عربية أصيلة في العصر الحديث ، عمل كثيراُ في السنوات الأخيرة من أجل جمع الصف والتضامن العربي .

وبهذا الصدد يقول الشيخ زايد إن إيماننا بوحدة الصف العربي ، ودوام تضامنه ، واستمراريته وبروزه صفاً متميزاً له هويته السياسية والثقافية والتاريخية النابعة من العروبة والإسلام .

إن تركيز الجهود نحو تراص الصفوف ، ووحدة الصف لا يعنى إلا شيئاً واحداً وهو القوة ، والقوة مانع وحصن أمام عدوان الآخرين ، أو محاولة أبعاد شبح الإغراء على العدوان من قبل الأعداء المجنحين المتمثل في الصهيونية ، والدول الكبرى التي تستهدف جميعها السيطرة والانقضاض على الثروة في العالم العربي .

وكان الشيخ / زايد لا يؤمن بوحدة الإمارات والصف العربي فقط ، إنما كان إيمانه بوحدة جميع صفوف المسلمين في شتى أنحاء العالم ، وهنا يقول إننا نؤمن بالوحدة وطنياً ، وخليجياً ، وعربياً ، وإسلاميا ، إيمانا لا يتزعزع ولا يتطرق إليه الشك ، وذلك بما نملك من عناصر الوحدة والقوة .


يتبع ,,,