عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-18-2008, 10:56 PM
مديرة المنتدى
المبرقعة غير متواجد حالياً
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jul 2008
فترة الأقامة : 5789 يوم
أخر زيارة : 11-24-2014
المشاركات : 3,568 [ + ]
عدد النقاط : 13
قوة الترشيح : المبرقعة is on a distinguished road
B10 "مبارك بن لندن "عاشق الصحراء



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






مبارك بن لندن
هذا لقبه الذي اطلقه عليه البدو

وهو احد ثالث رحالة يعبر الربع الخالي بعد توماس وفيلبي وكل منهم قطع الربع الخالي من طريق مختلف.

وُلِد ويلفريد ثيسيجر Wilfred Thesiger أو الملقب ب" مبارك بن لندن " في أحد بيوت الطين بمدينة أديس أبابا عام 1910م حيث كان والده يشغل منصب الوزير المفوض هناك. وعاش بها حتى سن التاسعة، حيث انتقل إلى بريطانيا للدراسة وما إن انتهى ثيسجر من دراسته في كلية ماجدالين في أكسفورد حتى عاوده الحنين وهو في سن الثالثة والعشرين للتجوال الاستكشافي في مناطق الشرق الأوسط، وهنا يقول: " بعد أيام الصبا في الحبشة، قمت برحلة إلى بلاد "الدناقل" وعملت في السودان ثم سنحت فرصة السفر إلى الربع الخالي في المملكة العربية السعودية خلال لقاء تم أيام الحرب العالمية الثانية مع رئيس قسم مكافحة الجراد في الشرق الأوسط".

بدأ ثيسيجر يكتب ويصور في الثلاثينات من القرن الماضي، الا ان غرام الرحالة بالكاميرا لم يتوطد ويتعمق الا عندما زار عرب الاهوار واقام بينهم فترة طويلة. ومعها سافر الى ايران وافغانستان ومعظم رحلاته كانت على ظهور الجمال، وكان خلال رحلاته يتعرض للجوع ولفحات الشمس القاتلة والرياح الرملية التي تكاد تعمي الابصار.وقد ارتبط اسمه اول ما ارتبط بعرب الاهوار في جنوب العراق التي زارها عدة مرات في الخمسينات، بل انه عاش بين اهلها سبع سنوات تقريبا،
وكتابه الشهير «عرب الاهوار» الصادر لاول مرة في عام 1964 هو الكتاب الاشهر بين كتبه العديدة عن المنطقة العربية خاصة الذي يحكي فيه بالكلمة والصورة (اذ كان ثيسيجر مصورا بارعا جدا) عن اهل الاهوار، طبيعتها وحياة سكانها الاجتماعية ، بالاضافة الى «عرب الاهوار»، كتابه «الرمال العربية» الذي يتحدث فيه بالنص والصورة عن رحلة الى شبه الجزيرة العربية و«الربع الخالي» انطلاقا من اليمن.




صورة لاحد كتبه
والمتتبع لرحلات ثيسجر يدرك أن هناك رابطاً ما نسج بينه وبين الصحراء العربية والثقافة البدوية يتجلى ذلك في وصفه لبعض مغامراته بقوله: "استحوذتني وتملكتني الصحراء للمرة الأولى عندما كنت مسافراً في جبال الحجاز صيف عام 1946م، وقبل أشهر كنت قد نزلت إلى حافة الربع الخالي، حيث عشت لفترة مع البدو حياة صعبة قاسية... لقد تذوقت طعم الجوع والعطش والحرارة والبرد خلال هذه الأشهر الستة".
وبعد تلكم المشاق لا يخفي ثيسجر سروره بالوصول إلى منطقة عسير في عام 1946م حيث يقول: لكني الآن أصبحت في عسير، أقف على جانب جبل مغطى بالغابات حيث الزيتون البري وأشجار العرعر، وجدول ماء ينساب في المنحنى، مياهه مثلجة على ارتفاع تسعة آلاف قدم، إنه نقيض الصحراء الرملية القاحلة الشاسعة. فهنا تنبت الورود البرية الياسمين وصريمة الجدى ذات الأزهار الغنية بالرحيق والأزهار البرية الصفراء والفاتحة والبنفسجية وهناك حقول القمح والعنب والخضار وعلى مبعدة مني ضباب أصفر يخبئ الصحراء إلى الشرق.
ومع ذلك الجمال الطبيعي للبيئة التي كان يقف عليها في عسير، إلا أن خياله لا يزال مشتغلا بالتخطيط لعبور الربع الخالي...! حيث يصف هذا الإلحاح الذهني لديه بأنه كان شيئاً غريزيا يشده نحو حياة الصحراء القاسية التي عاد إليها، مثله مثل الانجذاب الذي يعيد الرجال إلى مخاطر القطب المتجمد وإلى تسلق الجبال العالية أو خوض عباب المحيطات الثائرة! لهذا كان ثيسجر يعود إلى الوراء لأيام طفولته لحل لغز هذه الرغبة الجامحة التي نقلته من بلاده إلى صحارى الشرق العربية، فربما تقع في مكان ما من جذور ذاكرته صور لتلكم الرحلات التي كان يقوم بها داخل الصحارى الإفريقية في الحبشة.
وعبر رحلاته العديدة هنا في صحارى الجزيرة العربية، نسج ثيسجر علاقات وصداقات متينة مع البدو وعند نشره لكتابه الشهير "الرمال العربية" فضل تقديم إهدائه إلى دليليه في معظم رحلاته إلى عمق الصحراء "ابن كبينة" و"ابن غبيشة" وقال: يظل هذا الكتاب بالنسبة إلي تذكاراً لماضٍ ولّى، وتحية لشعب كان رائعا.
ولا دلالة حول ما إذا كان ثيسجر قد التقى الملك عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية...، إلا أنه لا يخفي إعجابه بالمنجز الوحدوي الذي قام به جلالته حيث وصف الملك بقوله:" كان أعظم ملك في تاريخ العرب يحكم وسط الجزيرة العربية".
إلا أنه يتضح مما تحتويه الأعمال الضوئية لهذا الرحالة من "بروتيرهات" مقدار الصداقات التي بناها مع زعامات وشخصيات في الخليج العربي مثل الشيخ زايد بن سلطان والشيخ صقر القاسمي والشيخ راشد بن سعيد المكتوم وغيرهم كثير، تؤكد هذه العلاقة الدعوات المتكررة التي تلقاها ثيسجر من هذه الشخصيات حيث زار دولة الإمارات وسلطنة عمان في عامي 1977 و1990م وأقيم لبعض أعماله معارض خاصة في المركز الثقافي البريطاني برعاية سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان




صورة لكتابه الرمال العربية

وقد أنجز ثيسجر خلال رحلاته العديد من الدراسات والمشاهدات من أهمها "الرمال العربية" وهذا الكتاب جعل منه واحدا من كبار كتّاب أدب الاسفار الكلاسيكية و"عرب الأهوار" و"وسط الجبال" و"رؤى بدوي" وغيرها، ومن هذه الكتب ما أعيد طباعتها أكثر من مرة، وذلك بالإضافة إلى ما نشر من دراسات في مطبوعات غربية كالمجلة الجغرافية، وأثمرت رحلاته أيضاً عن نحو 3000 صورة فوتوغرافية لبعض المدن والقرى والجبال والصحارى في أنحاء الجزيرة العربية، من بينها ما يصحب هذا الموضوع من صور.

وقد تمكن مبارك بن لندن من التقاط هذا الكم من الصور بواسطة كاميرا واحدة من نوع "لايكا 2" التي لازمته منذ عام 1934 حتى عام 1959م وهنا استبدلها بكاميرا أخرى من نوع "لايكافليكس" والطريف أن هذا العملاق المتجول لم يستخدم في حياته فلاش الكاميرا كما أنه لم يتعامل مع الأفلام الملونة قط، وذلك لقناعته بالقدرات التعبيرية لأفلام الأبيض والأسود بوصفها قادرة على إتاحة تباينات غير متوقعة لكل مشهد يتم تصويره تبعا لدرجة الإضاءة المتاحة في المكان.
وقد أقيم لبعض أعماله معارض خاصة في المركز الثقافي البريطاني برعاية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

حصل "ولفريد ثيسجر" على العديد من الأوسمة والألقاب منها وسام الخدمة المتميزة، وميدالية "ليفينجستون" من الجمعية الملكية الجغرافية الأسكتلندية، ومن الجمعية الملكية الآسيوية ميدالية "بيرتون ميموريال "كما فاز بجائزة "هاينمان" وبعضوية الجمعية الملكية للآداب" ودرجة دكتواره شرفية من جامعة "ليستر وباث"، ثم منح في عام 1968م لقب "كوماندر أوف بريتيش إمباير" ومنح عام 1995م لقب فارس الإمبراطورية البريطانية... وغيرها.
وبعد خمسة أعوام قضاها في التنقل والترحال ذهب ثيسجر إلى أهوار العراق وكردستان ثم أفغانستان فكينيا حيث أعجبته الحياة فقرر قضاء بقية عمره هناك,ويروى ان الشخصيات الكبيرة من السياسيين والصحافيين ومحبي الاسفار عندما كانوا يزورونه في كوخه المتواضع في كينيا يفاجأون به وهو يقدم لهم حليب الماعز والتمر بدلا من وليمة تليق بمقامهم العالي.

ويُعرف بأن له شقة متواضعة في لندن يحتفظ بها بذكرياته وما مجموعه 65 البوما من الصور. الا انه لم يكن يستطيع ان يبقى في بلد متحضر وفضل حياة الترحال والبداوة في صحارى العالم العربي والآسيوي، حياة لا مثيل لها، حياة التقشف التام والابتعاد الكامل عن مغريات المجتمع الاستهلاكي، وهذا التفرد جعل منه شخصية اسطورية لا مثيل لها في التاريخ الحديث.


توفي في عام 2003 م بعد بعد مرض طويل عن عمر ناهز الثالثة والتسعين.

رحالة رفض نمط الحياة الغربية وعشق الصحراء العربية وأهوار العراق ،عشق حياة البداوة العربية وارتداء ثقافتها حتى تسمى بينهم باسم ((مبارك بن لندن)) .


المصدر :نجران الشامل



 توقيع : المبرقعة



وش عاد باقي عقب كسر المجاديف
أما الغرق .. والا ضياع السفينه


نصٍفي غمـۉض بــ إمتـدآدهـ تضيعـۉن .,.
ۉ آلْنصٍف آلْآخر صٍـع ـّب تستـۉعبۉنـه