عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-30-2008, 02:32 PM
مديرة المنتدى
المبرقعة غير متواجد حالياً
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jul 2008
فترة الأقامة : 5788 يوم
أخر زيارة : 11-24-2014
المشاركات : 3,568 [ + ]
عدد النقاط : 13
قوة الترشيح : المبرقعة is on a distinguished road
News زعماء يكذبون ومدنيون يموتون في غزة 30/ديسمبر/2008



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






[mark=FF6600]زعماء يكذبون ومدنيون يموتون في غزة [/mark]





صواريخ إسرائيل قتلت أكثر من 300 فلسطيني في يوم واحد.




تأقلمنا مع مذابح الشرق الأوسط، حيث لم تعد تحمل إلينا جديداً، واضعين في الاعتبار سلفا أنه حتى لو كان الأمر غير ذلك فإنه لا يمكننا انتقاد الاسرائيليين.

ليس واضحا بعد عدد المدنيين الذين قتلوا في الغارات الاسرائيلية على غزة، لكن رد إدارة الرئيس جورج بوش، ناهيك عن رد الفعل الجبان لرئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، الذي أعاد التأكيد للعرب بما يوقنونه منذ عقود: مهما ناضلوا ضد أعدائهم، فإن الغرب سيقف بجانب إسرائيل. وكالعادة كان حمام الدم هذا غلطة العرب الذين لا يفهمون غير القوة.

منذ عام 1948 كنا نسمع هذا الهراء من الإسرائيليين، تماما مثلما كان القوميون العرب ثم الإسلاميون العرب يروجون لأكاذيبهم: بأن «عربة موت» الصهيونية ستُقلب والقدس ستُحرر.

ودائما ما دعا بوش الأب وكلينتون وبوش الابن وبلير وبراون كلا الطرفين لممارسة «ضبط النفس»، كما لو كان لدى الفلسطينيين مقاتلات إف 18 ودبابات ميركافا ومدافع ميدانية مثل الاسرائيليين.

العالم يبدو أنه لا يعرف أن صواريخ «حماس» البدائية لم تقتل أكثر من 20 إسرائيليا خلال ثماني سنوات، بينما قتلت المقاتلات الإسرائيلية 300 فلسطيني في يوم واحد هو بداية هجوم متواصل.

نعم «حماس» استفزت إسرائيل، لكن هذه حلقة مفرغة، فإسرائيل أيضا استفزت حماس ..وهكذا دواليك.

نحن نطلب الأمن لاسرائيل... حسناً، لكن كيف نتجاوز عن تلك المجازر الجماعية لاسرائيل؟ إن هذا السلوك يضعنا في خانة واحدة مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت التي أطلقت يوما تعبير أن «إسرائيل تحت الحصار»، وكأن الدبابات الفلسطينية على مقربة من شوارع تل أبيب.

في الليلة الثانية للهجوم الاسرائيلي كان معدل الخسائر البشرية 296 شهيداً فلسطينيا، مقابل قتيل اسرائيلي واحد، وفي حرب 2006 كان المعدل 10 لبنانيين تجاه كل اسرائيلي، وكان المعدل هذه المرة الأكثر استفزازا من كل الحروب السابقة، هذا ما كان يقصده وزير الحر ب الاسرائيلي ايهود باراك بقوله «نعتزم تغيير قواعد اللعبة».

تقول اسرائيل إن معظم القتلى الفلسطينيين كانوا من «حماس»، هذا صحيح، لكن ماذا يُفترض أن يحققه هذا العدد؟ هل ستقول «حماس»: «إن هذه الحرب الخاطفة رهيبة، ومن الأفضل أن نعترف بدولة إسرائيل وننخرط في صف السلطة الفلسطينية، ونضع أسلحتنا، وندعو إلى أن يأخذونا سجناء للأبد، ونؤيد عملية سلام أميركية جديدة في الشرق الأوسط؟» هل هذا ما تعتقد «حماس» أن الإسرائيليين والأميركيين وغوردن براون سيفعلونه؟

هناك عبارة اعتاد الساسة الاسرائيليون تكرارها، وهي أنه «ليس هناك دولة في العالم تسمح بأن يكون مواطنوها هدفا لهجمات صاروخية دون اتخاذ خطوات شرسة للدفاع عنهم».

فهل سلّطت بريطانيا سلاح الجو الملكي على الجمهورية الإيرلندية حين كان جيش التحرير الايرلندي يطلق النيران من مواقعه الشمالية؟ وهل قصف سلاح الجو البريطاني الكنائس ومستودعات الوقود ومخافر الشرطة وقتل 300 مدني لتلقين الإيرلنديين درساً؟

بريطانيا لم تفعل ذلك، لأن العالم كان سيعتبر ذلك الأمر سلوكا إجراميا. وأننا لم نرد أن ننزل بأنفسنا إلى مستوى جيش التحرير الإيرلندي.

إسرائيل لها الحق في الأمن، لكن حمامات الدماء هذه لن تأتي به، فلم تحم الغارات الجوية إسرائيل منذ عام .1948 قصفت إسرائيل لبنان آلاف المرات منذ عام 1975 ولم يقضِ قصف واحد على «الإرهاب».

ما يحدث في غزة يسير الآن إلى نهايته. الإسرائيليون يحشدون لهجمات برية. و«حماس» بانتظار المعركة. وسياسيونا في الغرب قابعون في حفرهم. وفي مكان ما في الشرق- ربما في كهف أو قبو أو على جانب جبل- يرسم شخص معروف لنا جميعا يرتدي عمامة ابتسامة على وجهه.