السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


[mark=FF9900]

ارتفاع حصيلة مجزرة «الرصاص المصبـوب» إلى 300 شهيـد و1000 جريح
إسرائيل تقصف مجمـع «السرايا» والأنفاق وتحشد لعدوان بــريّ
[/mark]







واصلت إسرائيل أمس عدوانها الوحشي على قطاع غزة لليوم الثاني لحربها المفتوحة بشن سلسلة غارات جوية استهدفت مباني ومؤسسات مدنية، واستعدت لتوغل بري محتمل باسدعاء الآلاف من جنود الاحتياط وتعزيز قواتها البرية والمدرعة قرب الحدود، متوعدة القطاع المحاصر بتوسيع العمليات غداة مجزرة «الرصاص المصبوب» التي ارتفعت حصيلتها الى نحو 300 شهيداً ومئات الجرحى في أول 24 ساعة من القصف.

وتفصيلاً، شنت اسرائيل امس غارات جوية على غزة مصعدة الضغط على حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس»، ودمرت احدى الغارات المجمع الامني الرئيس للحركة «السرايا» وأخرى مقر تلفزيون الاقصى التابع لحماس الذي واصل البث من مكان غير معلوم. كما هاجمت طائرات اسرائيلية وحدة لتدريب قوات حماس.

وقال مصدر طبي وشهود عيان إن الطيران الاسرائيلي شن غارة على موقع تابع للأمن الوطني شرق الشجاعية ما اسفر عن اصابة 10 فلسطينيين على الاقل. وأضافوا ان غارة استهدفت شاحنة صهريج تسير قرب رفح على الحدود مع مصر، وقد اشتعلت فيها النيران وتسببت بحرائق في عدد من المنازل المجاورة ومستودع للأدوية، ما ادى الى اصابة عدد من المارة. وأضافوا ان غارة اخرى استهدفت مركزاً للشرطة يقع غرب مدينة رفح في حي تل السلطان، دون ان يسفر ذلك عن سقوط ضحايا. وشنت غارة ثالثة شرق مخيم جباليا بشمال قطاع غزة دون التمكن من تأكيد سقوط ضحايا.

وأفاد شهود عيان ومصور وكالة «فرانس برس» بأن الطيران الاسرائيلي نفذ غارات جوية عدة استهدفت الانفاق بين الحدود المصرية والفلسطينية جنوب قطاع غزة.

وقال المصور إن «الطيران الاسرائيلي قصف الانفاق على الحدود المصرية بأكثر من 20 قذيفة». وأكد جيش الاحتلال قصف ما يزيد على 40 نفقاً.

وأكد وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة، باسم نعيم، امس ان عدد ضحايا الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة ارتفع الى 300 شهيد وأكثر من 1000 جريح.

من بينهم اكثر من 180 مصاباً بجراح بالغة الخطورة». وحذر من «نفاد 105 أصناف من الادوية و225 صنفاً من المهمات الطبية». وازدحمت شوارع مدن ومخيمات قطاع غزة امس بعشرات آلاف الفلسطينيين الغاضبين الذين شيعوا في جنازات اكثر من 200 شهيد، وهم يدعون للثأئر والانتقام.

وقال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، اسماعيل هنية، إن الاراضي الفلسطينية لم تشهد مذبحة ابشع من هذه. وأضاف ان الفلسطينيين لن يتركوا ارضهم ولن يرفعوا الرايات البيض ولن يركعوا إلا لله.

وفي دمشق دعا رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، الى انتفاضة جديدة ضد اسرائيل. وقال في مقابلة مع قناة «الجزيرة» مخاطباً الفلسطينيين «أدعوكم إلى أن تنتفضوا.. الانتفاضة الثالثة». وتوعدت حماس بالانتقام، بما في ذلك شن هجمات استشهادية في مقاهي وشوارع اسرائيل.

وفي رام الله حمل الناطق الرسمي باسم حركة فتح، احمد عبدالرحمن، حركة حماس المسؤولية عن حياة معتقلين من فتح في سجون حماس في غزة اثر قصف مقر السرايا الذي كان فيه ٤٧ من حركة فتح تعتقلهم حماس.

وأعلن الجيش الاسرائيلي امس أنه ضرب نحو 230 هدفاً تابعاً لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» خلال الساعات الـ24 الاخيرة، في اطار حملة القصف الجوي المركز الذي يشنه في قطاع غزة. وقالت المتحدثة باسم الجيش، افيتال لايبوفيتز، لوكالة «فرانس برس»: «تم ضرب نحو 230 هدفاً. انها بنى تحتية لحماس مثل مبان ومخازن اسلحة ومناطق اطلاق صواريخ». وتابعت ان «هدف العملية هو الحد من عمليات اطلاق صواريخ على اسرائيل لضمان امن ربع مليون شخص يعيشون في جنوب البلاد».

وتوعد وزير الحرب الاسرائيلي، ايهود باراك، امس بتوسيع عمليات الجيش الاسرائيلي ضد حركة حماس في قطاع غزة. وقال باراك للصحافيين قبل الاجتماع الاسبوعي للحكومة في القدس المحتلة «ان تساحال (الجيش الاسرائيلي) سيوسع ويعمق عملياته في غزة بالقدر الضروري». وأعرب عن ارتياحه في الوقت الحاضر لنتائج العمليات الاسرائيلية، مشيراً في الوقت نفسه الى ان المهمة ستكون صعبة. وقال: «علينا ان ندرك ان الامر لن يكون سريعاً ولن يكون سهلاً، لكن علينا التحلي بالتصميم».

وذكرت الإذاعة الاسرائيلية ان جيش الاحتلال شرع الليلة قبل الماضية في نقل دباباته ومدافعه إلى مناطق محاذية لقطاع غزة، في إشارة إلى نية إسرائيل استخدامها في الحرب وعدم الاكتفاء بسلاح الجو. وأعلن مسؤول حكومي اسرائيلي امس ان اسرائيل قررت استدعاء الالاف من جنود الاحتياط تمهيداً لشن عملية برية على قطاع غزة. وقال المسؤول في ختام الاجتماع الاسبوعي للحكومة ان «الحكومة وافقت على استدعاء 6500 من جنود الاحتياط. هذه التعبئة تشمل وحدات القتال ووحدات الدفاع المدني».

وقال الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية جنرال الاحتياط عاموس ملكا متحدثاً للإذاعة العامة ان «عملية سلاح الجو بداية ممتازة لكنها لا يمكن ان تضع حداً لتهديدات حماس».

وعن توعد باراك بتوسيع عمليات الجيش الاسرائيلي ضد حركة حماس وشن عملية برية في قطاع غزة، قال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم: «هي ليست عمليات في غزة بل حرب على غزة، حرب شبيهة بما حصل في 14 حزيران (يونيو 2006) على جنوب لبنان، اهدافها واضحة وهي تصفية حماس، تصفية حكومة الوحدة الوطنية وتدمير البنية التحتية وكسر إرادة الشعب الفلسطيني».

وفي رد للعدوان سقط صاروخ فلسطيني للمرة الأولى أمس قرب مدينة اشدود على مسافة أكثر من 30 كلم شمال قطاع غزة، وقالت اجهزة الطوارئ الاسرائيلية انه تم اطلاق تسع قذائف اخرى اقرب مدى سقطت في أراض خلاء عند مشارف مدينة عسقلان وبلدات مجاورة.