كسّارات مصفوت تضرّ الصحـة العامة 6/ابريل/2009

انا : المبرقعة

اضفني كصديق

بلدية عجمان تؤكد أنها أنذرت كسّارة وأوقفت اثنتين لعدم التزامها باشتراطات البيئة
كسّارات مصفوت تضرّ الصحـة العامة








شكا مواطنون في شعبية الصبيغة التابعة لمنطقة مصفوت في عجمان من «عمل الكسارات في المنطقة ما يؤدي إلى إزعاجهم والاضرار بالصحة العامة والبيئة، مؤكدين أن «التفجيرات الليلية التي ينفذها أصحاب الكسارات تؤدي إلى تصديع البيوت السكنية القريبة من تلك الكسارات»، مطالبين البلدية بـ«التدخل من أجل توفير حل مناسب لهم، وإراحتهم من تلك الفوضى والإزعاجات والغبار الذي يقتـحم بيوتـهم، ويـهدد الصحة العــامة للـسـكان وخــصـوصاً الأطـفال».

في المقابل، أكد مدير إدارة الصحة والبيئة في بلدية عجمان، المهندس خالد معين الحوسني «أنها أنذرت كسارة وأوقفت اثنتين عن العمل، لعدم التزامها باشتراطات إدارة الصحة والبيئة، بعد تسلمها شكاوى من السكان هناك، تبعتها زيارات تفتيشية للتحقق من هذه الشكاوى».

وفي التفاصيل، قال المواطن حميد الكعبي إنه «يسكن في شعبية الصبيغة، ويعاني من الغبار المنبعث من الكسارات في منطقة مصفوت، ما يؤدي إلى الإضرار بالصحة العامة ويسبب الأذى لنا ولأطفالنا، والمنطقة محرومة من الحياة الطبيعية على الرغم من أنها شعبية صغيرة، فإضافة إلى الغبار نعاني من الشاحنات التي لا تهدأ ليلاً ونهاراً، وكل هذا يسبب القلق والإزعاج».

وأضاف قائلا «المطلوب وضع حل حقيقي ونهائي، وليس الاكتفاء بتوفير فلاتر لتنقية الهواء من الغبار، لأن تلك الفلاتر غير فعالة»، لافتاً إلى أن «المنطقة تعاني من مشكلة أخرى، تتعلق بأكوام القمامة والركام من مخلفات عمل الكسارات، والتي تنعكس سلبياً على السكان».

وطالب الجهات المعنية بالعمل على التخلص من الإزعاج والغبار الذي يقتحم البيوت، ويهدد الصحة العامة للسكان وخصوصاً الأطفال».

وأيده جاره المواطن (خ. م.)، قائلاً إن «المنطقة كلها مشكلات بسبب الكسارات وعملها الذي يسبب الأمراض للسكان، خصوصاً الأطفال».

وتابع «لقد أثر عمل الكسارات فينا سلبياً، فأطفالنا يعانون من مرض الربو جراء الغبار المنبعث من تلك الكسارات، كما أن الشاحنات التي تأتي إلى المنطقة تربك حركة السكان والأطفال، وتسبب الكثير من الحوادث».

وأشار إلى أن «بعض السكان تقدموا بشكاوى إلى البلدية والمسؤولين من معاناتنا الناجمة عن عمل تلك الكسارات التي تحرمنا الراحة والنوم وتنفس الهواء النقي»، لافتاً إلى أن «القائمين على تلك الكسارات لا يستطيعون العمل نهاراً في أغلب الأحيان، نتيجة لشكوانا، لكنهم يستعيضون عن العمل النهاري بالعمل في الليل، الأمر الذي يزيد معاناتنا تعقيداً وصعوبة».

وأضاف: أن «وجود الكسارات في المنطقة، مزعج ومضر بالصحة والبيئة، ويسبب الأذى للسكان، خصوصاً أن التفجيرات الليلية التي ينفذها أصحاب الكسارات، تتسبب في تصدع البيوت السكنية القريبة من تلك الكسارات».

وقـال المـواطن عـبدالله مصـــبح «الكسارات ومحرقة مخلفاتها تضر صحتنا خصوصاً الأطفال، فالكسارات تزعجنا وتقلقنا، والمحرقة لا تعمل إلا في منتصف الليل، الأمر الذي يحرمنا النوم جراء الروائح المنبعثة، خصوصاً دخانها الذي يقتحم بيوتنا».

وتابع قائلا «كل سكان المنطقة متضررون ويعانون من هذه الكسارات، حتى الحيوانات لا تسـلم من الأذى، وأشـجار النخـيل التـي في المنـطقة لن تعـرف أنـها أشجار نخيل من كثرة الغبار المـتراكم عليها».

ولفت مصبح إلى أن «أضرارها كثيرة، فابنتي مصابة بحساسية في الصدر من كثرة الغبار، والمشكلة قائمة في كل بيت، ونحن لا بيوت لنا غير هذه البيوت، ولو كان لنا مكان آخر لذهبنا إليه وتركنا هذه البيوت لأصحاب الكسارات او للبلدية التي لا تسمعنا، فقد عجزنا من كثرة الكلام مع مسؤولي البلدية، وكبار السن عندنا تحدثوا مع بلدية عجمان، لكن من غير فائدة».

وطالب مصبح بالعمل على توفير حل جذري للمشكلة، وكخطوة أولى على الأقل أن يحددوا ساعات العمل، لا أن تترك الأمور كما يريدون، وأن يوفروا فلاتر تعمل جيداً لتحد من كثرة انتشار الغبار، الذي يغطي المكان لدرجة يظن المرء أن الجو مغلف بالضباب، إضافة إلى رصف الطريق بدلاً من تركه هكذا يجلب المزيد من الغبار والأتربة كلما تحركت سيارة أو شاحنة».

وزاد مصبح «لدي بيت صغير في مزرعتي، لا أستطيع الوصول إليه أو قضاء بعض الوقت فيه، لكثرة الغبار والإزعاجات التي لا تطاق هناك».

وذكر المواطن أبو محمد «معاناتنا كبيرة ونشعر بالحرج من كثرة ما تحدثنا مع المسؤولين، ولكن لا أحد يستجيب، والمشكلة الكبرى ان تلك الكسارات تسبب لنا مشكلات على الصعد الصحية والبيئية كافة، ونريد حلاً حقيقياً ونهائياً لهذه المعاناة، فالغبار لا يحتمل، والإزعاج مستمر، والخوف من حوادث الدهس تحت عجلات الشاحنات مقلق جدا».

ومن جانبه، أكد المهندس خالد معين الحوسني أن «لجنة الرقابة على الكسارات والمحاجر التابعة للبلدية، زارت في التاسع عشر من فبراير الماضي منطقة مصفوت، بناء على شكاوى من مواطنين هناك، إذ اطلعت اللجنة على مواقع الكسارات، وقدمت تقريرها المتعلق بعدد منها».

وتابع قائلاً «قدمت اللجنة تقريرها المتعلق بعمل ثلاث كسارات في المنطقة، الأولى قديمة، تبين أنها بحاجة إلى الالتزام بالاشتراطات البيئية للتقليل من انتشار الغبار، وحررت اللجنة إنذاراً لتصحيح أوضاعها خلال مدة لا تتجاوز الشهرين، وكسارة ثانية تسبب انبعاثات أدخنة، وقد بدأت بالعمل من دون اكتمال الاشتراطات البيئية، كما أن الطريق المؤدي إليها لم يتم رصفه، وعليه تم إخطار أصحابها بإيقاف العمل إلى حين الانتهاء من إكمال المتطلبات البيئية، إذ لوحظ انتشار الغبار في المنطقة المحيطة بها، أما الثالثة فهي قريبة من المناطق السكنية، ولم تلتزم بالمتطلبات البيئية، وعليه تم إخطار أصحابها بإيقاف العمل إلى حين الانتهاء من إكمال المتطلبات البيئية».

ولفت الحوسني إلى أن «تشكيل لجنة الرقابة على الكسارات والمحاجر، جاء من منطلق الحرص على الصحة والسلامة العامة، وتأكيداً على أولوية البعد البيئي لعمل الكسارات والمحاجر في إمارة عجمان، حيث تختص اللجنة بأعمال الرقابة والمتابعة لأنشطة الكسارات والمحاجر كافة العاملة في الإمارة كافة».

اشتراطات خاصة

قال مدير إدارة الصحة والبيئة في بلدية عجمان، المهندس خالد معين الحوسني

إن «هناك حزمة من الاشتراطات الخاصة بترخيص وعمل منشآت الكسارات في الإمارة، من بينها، شروط الترخيص العامة، والإرشادات الخاصة لأعمال المقالع وساعات العمل، إذ تجري أعمال الحفر أثناء النهار فقط من الساعة السابعة صباحاً حتى الثامنة مساء، وهناك أيضاً شروط خاصة بالتفجير في المقالع، منها أنه يجب التنبيه بصفارات الإنذار والأعلام الحمراء قبل التفجير بنصف ساعة، من أجل تنبيه الموظفين والعاملين وعامة الناس للابتعاد مسافة 500 متر على الأقل».

وتابع «كما ينبغي التخلص من النفايات الناتجة عن عمليات الكسارات والمقالع، بحيث يمكن استعمالها في أعمال الترميم في ما بعد.